فوائد البرغل لمرضى السكري: كنز غذائي لضبط السكر في الدم

في ظل انتشار مرض السكري عالميًا، يبحث المرضى عن خيارات غذائية ذكية تساعد في التحكم بمستويات الجلوكوز وتعزيز الصحة العامة. البرغل، ذلك الحبوب الكاملة الغنية بالألياف والعناصر الغذائية، يبرز كخيار مثالي لمرضى السكري بفضل مؤشره الجلايسيمي المنخفض وقدرته على تحسين حساسية الإنسولين. لكن كيف يمكن لهذه الحبة الصغيرة أن تصنع فرقًا كبيرًا في إدارة السكري من النوع الثاني؟ وما الأدلة العلمية التي تدعم فوائده؟

هل يُعتبر البرغل بديلًا آمنًا لمرضى السكري؟

فوائد البرغل لمرضى السكري فوائد البرغل لمرضى السكري: كنز غذائي لضبط السكر في الدم
فوائد البرغل لمرضى السكري

أظهرت الدراسات أن البرغل يمتلك مؤشرًا جلايسيميًا يتراوح بين 45-55، مما يجعله من الأطعمة التي ترفع سكر الدم ببطء مقارنة بالأرز الأبيض (مؤشر جلايسيمي ~73). على سبيل المثال، وجدت دراسة نُشرت في مجلة التغذية السريرية أن استهلاك الحبوب الكاملة مثل البرغل يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 20-30%، وذلك بفضل محتواه العالي من المغنيسيوم الذي يحسن وظيفة الإنسولين.

بالإضافة إلى ذلك، تُظهر البيانات أن الألياف الغذائية في البرغل (8 جرام لكل كوب) تُبطئ امتصاص الكربوهيدرات، مما يمنع الارتفاع المفاجئ في الجلوكوز. هذه الميزة تجعله خيارًا مثاليًا لوجبة رئيسية أو جانبية، خاصة عند دمجه مع البروتينات والخضروات.

كيف يساعد البرغل في تقليل مقاومة الإنسولين؟

تعد مقاومة الإنسولين أحد الأسباب الرئيسية لتفاقم مرض السكري. هنا يأتي دور البرغل، حيث يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة مثل البوليفينول، والتي تُحارب الالتهابات المزمنة المرتبطة بمقاومة الإنسولين. وفقًا لبحث في مجلة السكري والغدد الصماء، فإن تناول 50 جرامًا من الحبوب الكاملة يوميًا يُحسن استجابة الخلايا للإنسولين بنسبة تصل إلى 15% خلال 12 أسبوعًا.

ولعل الأكثر إثارة هو أن البرغل غني بـ النشويات المقاومة، وهي نوع من الكربوهيدرات التي لا تهضم بالكامل، فتعمل كغذاء للبكتيريا النافعة في الأمعاء. هذه العملية تُنتج أحماض دهنية قصيرة السلسلة مثل البيوتيرات، التي تُحسن من التمثيل الغذائي للسكر وتقلل من تخزين الدهون.

ما هي الكمية الموصى بها من البرغل لمرضى السكري؟

الكمية المصى بها من البرغل لمرضى السكري فوائد البرغل لمرضى السكري: كنز غذائي لضبط السكر في الدم

بالنسبة لمرضى السكري، يُنصح بتناول نصف إلى كوب واحد من البرغل المطبوخ يوميًا، مع مراعاة توزيع الكربوهيدرات على مدار اليوم. يُفضل اختيار البرغل البني (القمح الكامل) لأنه يحتفظ بقشوره الغنية بالألياف، على عكس البرغل الأبيض المُكرر. ومن الأمثلة العملية، يمكن تحضير سلطة البرغل مع الخيار والطماطم وزيت الزيتون، أو استخدامه كبديل للأرز في اليخنات. تجنب إضافة السكريات أو الصلصات عالية الدهون للحفاظ على فوائده الصحية

هل يمكن للبرغل أن يقي من مضاعفات السكري؟

نعم! بفضل محتواه من الفيتامينات B والحديد، يساعد البرغل في تحسين الدورة الدموية، مما يقلل من خطر الاعتلال العصبي السكري. كما أن الألياف القابلة للذوبان فيه تُخفض الكوليسترول الضار (LDL)، وهو عامل مهم للوقاية من أمراض القلب المرتبطة بالسكري.

أظهرت إحصاءات من منظمة الصحة العالمية أن اتباع نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة يُقلل من معدلات الوفيات بين مرضى السكري بنسبة 22%، مقارنة بمن يتناولون الحبوب المكررة.


البرغل vs الكينوا: أيهما أفضل لمرضى السكري؟ على الرغم من أن الكينوا تحتوي على بروتين أعلى، إلا أن البرغل يتفوق عليها من حيث التكلفة والقدرة على التحكم في الشهية بسبب أليافه الكثيفة. ومع ذلك، يُنصح بتناولهما بالتناوب لتنويع المصادر الغذائية

هل يمكن للبرغل ان يقي من مضعفات السكري فوائد البرغل لمرضى السكري: كنز غذائي لضبط السكر في الدم
هل يمكن للبرغل أن يقي من مضاعفات السكري؟

البرغل يعتبر حليف لا غنى عنه لمريض السكري وهو من أفضل الخيارات لمرضى السكري نظرًا لفوائده المتعددة في ضبط سكر الدم، تحسين حساسية الإنسولين، والوقاية من المضاعفات. بإدماجه في النظام الغذائي بذكاء، يمكن تحسين جودة الحياة بشكل ملحوظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى